بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلَّى الله على رسول الله وسلَّم وعلى ءاله وأصحابه الطيبين وبعد.
فقد قال الله تعالى : ﴿يأيُّـهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ﴾ [سورة التحريم]. وقد جاء في تَفسيرِ هذه الآية أنَّ وِقَايَةَ النَّفسِ والأهلِ من عَذابِ النّار تكونُ بِتَعَلُّمِ علوم الدين . وأهمُّ هذه العلوم هو عِلمُ التوحيد لأنّه يتعلَّقُ بِمعرفة الله ورسوله.
اعلم أنه يجب على كل مكلّف أن يتعلم من علم الدين قدرًا لا يستغني عنه كل فرد من المكلّفين، وهو ينقسم إلى علم العقيدة وعلم الأحكام.
قال الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ [سورة الزمر]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ » رواه البيهقي. فهذا دليل على أن الجهل ليس عذرا وأن النية وحدها لا تكفي لصحة العمل.
فمن الواجب على المكلّف معرفته واعتقاده من أمور العقيدة: الإيمان بالله وبما جاء عن الله، والإيمان برسول الله وبما جاء عن رسول الله، كمعرفة الشهادتين وصفات الله الواجب معرفتها وتنزيهه تعالى عمّا لا يليق به ونحو ذلك، وتصديق الرسول محمد بكل ما جاء به عن الله من أخبار الأمم السابقة والأشياء التي تحصل في البرزخ ويوم القيامة أو تحليل شىء أو تحريمه ونحو ذلك، ومعرفة الأشياء التي تخرج من الإسلام كأنواع الكفر كي يجتنبه. ومن الواجب معرفته من الأحكام: معرفة أحكام الصلاة من شروط وأركان ومبطلات والطهارة ونحو ذلك.
مطالعة الكتب بدون تعلُّم لا تكفي
وهذه الأمور لا تؤخذ بالمطالعة من الكتب، لأنه قد يكون في هذه الكتب التي يطالعها الشخص دسٌّ وافتراء على الدين، أو قد يفهم منها أشياء على خلاف ما هي عليه عند السلف والخلف على ما تناقلوه جيلٌ عن جيل من الأمّة فيؤدي عبادة فاسدة، أو يقع في تشبيه الله بخلقه والتمثيل والكفر والضلال. وعلى كلّ فليس ذلك سبيل التعلّم الذي نهَجَه السلف والخلف، قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي أحد كبار المحدّثين: “لا يؤخذ العلم إلا من أفواه العلماء”.
إذًا لا بدّ من تعلّم أمور الدين من عارف ثقة يكون أخذ عن ثقة وهكذا إلى الصحابة، قال بعض السلف: “الذي يأخذ الحديث من الكتب يسمّى صَحَفيًّا والذي يأخذ القرءان من المصحف يسمّى مصحفيًّا ولا يسمّى قارئًا”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، إنما العلم بالتعلّم والفقه بالتفقّه » رواه البخاري [أخرجه البخاري في صحيحه: كناب العلم: باب العلم قبل القول والعمل].
وروى مسلم عن ابن سيرين أنه قال: « إن هذا العلمَ دينٌ فانظروا عمّن تأخذون دينكم » [صحيح مسلم: المقدمة: باب بيان أن الإسناد من الدين، وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات، وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة، بل من الذبّ عن الشريعة المكرمة].
قال رسول الله صل الله عليه وسلم: « يَا أبا ذَر لأن تَغدُوَ فَتَتَعَلَّمَ ءايَة مِن كِتَاب الله خَيْرٌ لَكَ مِن أَن تُصَلّيَ مِائةَ رَكْعَةٍ ولأن تَغدُوَ فَتَتَعَلَّمَ بَاباً مِن العِلمِ خَيْرٌ لَكَ مِن أَن تُصَلّيَ أَلفَ رَكْعَةٍ » رواه ابن ماجه.
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿كُونُوا رَبَّانِيِّـيْنَ﴾ معناه الذين يُدرِّسُون النّاسَ بِصغار العِلم ثُمَّ بِكِباره، فلا ينبغي لطالب العلم أن يَبدأ بالمُطَوَّلات قبل المختصرات حتى لا يَفْهَم شيئًا على خلاف وَجهِه و كتب أهل العلم مختصراتٌ ثم متوسطاتٌ ثم مطولاتٌ فيُخشى على المبتدئ إذا بدأ بالمطوَّلات أن يَضِلَّ لِعَدَم فَهْمِه الأمر على ما هو.
ثُمَّ إنّ الأعمال لا تُقْبَل عند الله إلا أنْ تُوافِق الشريعة، وموافقةُ الشَّرع وعدم مُوافَقَته لا يُعرف إلا بالعلم، والعِلمُ لا يُؤخَذُ إلا مِن أفواه العلماء، ولا تكفي مطالعة الكتب بغير تَلَقٍّ مِن أفواه العلماء، بل كثيرٌ من الناس الذين يَضِلُّون سَبَبُه أنهم لا يَتَلَقُّون عِلمَ الدين من أفواه العلماء بل يعتمدون على المطالعة في مُؤلَّفات العلماء، فكيف الذي يطالع في الكتب التي حُشِيَتْ بالأحاديث المكذوبة والأخبار المعلولة والغُلُوّ المذموم والكَذِب على الدين والتجسيم والتشبيه أي تشبيه الله بخلقه والعياذ بالله تعالى.
وقد قال الحافظ الكبير الخطيب البغدادي نقلاً عن بعض المحدِّثين: “مَن طالَع الكُتُبَ لنفسهِ بدونِ مُعَلِّمٍ يُسمَّى صُحُفِيًّا ولا يُسمى مُحَدِّثَا ومَن قَرأ القُرءآن لِنَفْسه بِدُون مُعَلِّمٍ يُسَمَّى مُصْحَفِيًّا ولا يسمى قارئًا”.
وكان أبو حيّان الأندلسيّ النَّحْوي كثِيرًا ما ينشد:
يَظُنُّ الغَمْرُ أنَّ الكُتْبَ تَهْـدِي أَخـَا فَـهْمٍ لِإدْراكِ العُلُـــومِ
وَمـا يَدْرِي الجَـهُولُ بِأنَّ فِيـها غَوامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الفَهِيمِ
إِذا رُمْتَ العُلُومَ بِغَيْرِ شَيْــخٍ ضَلَلْتَ عَنِ الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ
وتَلْتَبِسُ العُلُومُ عَلَيْكَ حَتَّـى تَصِيرَ أَضَلَّ مِن تُومَا الحَــكِيمِ
الغُمْر: الجاهل الذي لم يُجَرِّب الأُمور.
رُمْتَ: طَلَبْتَ
وتوما هذا كان طبيبا، ولكن تَطَــبُّبُه مِن الكُتُب، وقد وَقَع التَّصحيف في بَعض الكتُب التي عِندَه، فكان يَقْرَأ: “الحيَّةُ السَّوداء شِفاءٌ مِن كُلّ داءٍ”. تَصَحَّفَتْ كَلِمَة (حَبّة) إلى (حَيّة) فمَاتَ بِسَبَب تَطَبـُّبِه خَلْقٌ كَثِير.
فلا تكون المعرفة بمطالعة الكتب بل باختيار عارف ثقة أخذ العلم عَمَّن قبله بالسند المتصل فنـتلقى منه العلم الشرعي الصافي الخالي من الأفكار الدسيسة والآراء المنحرفة.
ولو سُمع من عالم كلامٌ مخالفٌ للشرع فعلى السامع أن ينبهه عن خطئه إن كان تنبيهه لا يجرّ إلى مفسدة أعظم فقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾ [سورة ءال عمران آية 110]، فقد مدح الله تبارك وتعالى أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة. وإن العالم التقي الناصح للناس الشفيق على دينه الورع الذي يخاف الله إذا أخطأ فبُيّن له خطؤه ولو أمام جمع من الناس يعود عنه ويبيّن للناس ذلك.
فقد أخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن الشعبي قال: “خطب عمر ابن الخطاب فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال: ألا لا تغالوا في صداق النساء! فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شىء ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال، ثم نزل فعرضت له امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين أكتاب الله تعالى أحقّ أن يتّبع أو قولك؟ قال: بل كتاب الله تعالى، فما ذاك ؟ قالت: نهيت الناس ءانفًا أن يغالوا في صداق النساء، والله تعالى يقول في كتابه: ﴿وَءاتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا﴾ [سورة النساء آية 20] فقال عمر: كل أحد أفقه من عمر – مرتين أو ثلاثًا – ثم رجع إلى المنبر فقال للناس: إني كنت نهيتكم أن تغالوا في صداق النساء ألا فليفعل رجل في ماله ما بدا له” [سنن سعيد بن منصور: كتاب النكاح : باب ما جاء في الصداق , (1/166-167) وسنن البيهقي : كتاب الصداق : باب لا وقت في الصداق كثر أو قلّ (7/233).]
قال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء ما نصه: “(واستماع العلم النافع) في دينه ودنياه و(في الآخرة أفضل من اشتغاله بالنوافل) من الصلوات، (فقد روى أبو ذر) جندب بن جنادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم « إنَّ حُضور مجلس علم أفضل من صلاة ألف ركعة » (أيْ مِنَ النَّوافِلِ) وفي خبر آخر: « لَأَنْ يَتَعَلَّمَ أَحَدُكُمْ بَابًا مِنَ العِلْمِ أَو يُعَلِّمَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ صَلاةِ ألْفِ رَكْعَةٍ » قيل : يا رسول الله ومن قراءة القرءان أيضًا ؟ قال: « وهَلْ يَنْفَعُ قِرَاءَةُ القُرْءانِ إلّا بِعِلْم »”.ا.هـ.
ثمّ إنَّ أفضلَ اﻷعمالِ كما قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( أفضلُ الأعمالِ إيمانٌ باللهِ ورَسولهِ )) رواه البخاري. والإيمان شرط لقبول الأعمال الصّالحة، قال الله تعالى: ﴿ مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ﴾ [سورة إبراهيم ءاية 18]. وقال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم : « وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِهِ في الدُّنْيَا حَتّى إِذا أَفْضَى إِلى الآخِرَةِ لَم يَكُنْ لُهُ مِنْهَا نَصِيبٌ ». وقال اﻹمام أبو حنيفة رَضيَ الله عنه: « ﻻ يَكون إسلامٌ بلا إيمانٍ وﻻ إيمانٌ بلا إسلامٍ فهُما كالظّهرِ مع البَطنِ ». وقال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم : « الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ » رواه البخاري ومسلم.
وقال النَّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ : « وَاللهِ إِنِّي لأعْلَمُكُمْ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَخْشَاكُمْ لَهُ » .رواه أحمد في مسنده. فقدْ خصَّ النَّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ نفسَهُ بالتَّرقِي في هذا العِلمِ أيِ العِلْمِ باللهِ تعالى وصفاتِهِ لأنهُ أَجَلُّ العُلومِ وأعْلاها وأوجَبَها وأوْلاها، كما يدلُّ على ذلكَ قولُ اللهِ تعالى في القُرءانِ الكريمِ : ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [سورة محمد ءاية ١٩]. فالله سبحانهُ وتعالى قَدَّمَ في هذهِ الآيةِ الأمرَ بمعرفةِ التَّوحيد على الأمرِ بالاستغفارِ لتعلُّقِ التّوحيدِ بِعِلْمِ الأصولِ وتعلّقِ الاستغفارِ بعلمِ الفروعِ، لذلكَ قالَ الإمامُ أبو حنيفة في الفقهِ الأبسطِ: ” اعلَم أنَّ الفقهَ في الدينِ أفضلُ منَ الفقهِ في الأحكامِ ” اهـ ومرادُه بالفقهِ في الدينِ علمُ الأصولِ علمُ العقيدةِ علمُ التوحيدِ.
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا : « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَصْنَعُ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا ، وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ».
روى الترمذي وغيره “ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه السلام فقال : ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع الرجل فصلى كما كان صلى ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فرد عليه فقال له : ارجع فصل فإنك لم تصل، حتى فعل ذلك ثلاث مرات فقال له الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا، فعلمني ” فعلّمه الرسول صلى الله عليه الصلاة وسلم. فهذا دليل على أن الجهل ليس عذرا وأن النية وحدها لا تكفي لصحة العمل.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الناس إلى التوحيد ويعلمهم الإيمان وشرائع الدين مبينًا لهم ما نزل إليهم من ربهم، روى ابن ماجه في سننه عن جُندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : « كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حَزَاوِرَة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرءان ثم تعلمنا القرءان فازددنا به إيمانًا »، وإسناد هذا الحديث صحيح كما ذكر الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة، والحزاورة: الأشداء.
وفي كتاب “البيان والتحصيل” : “أن الإمام مالكَ بن أنس رضي الله عنه قال : وسمعت أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر بن الخطاب أنه قد قرأ القرءان رجال فكتب إليه عمر : أن افرض لهم وأعطهم وزدهم، ثم كتب إليه أبو موسى الأشعري : أنه لما فعلنا ذلك أسرع الناس في القراءة حتى قرأ سبعمائة، فكتب إلي عمر: أن دع الناس فإني أخاف أن يقرأ الناس القرءان قبل أن يتفقهوا في الدين، قال مالك: وإنما قال ذلك مخافة أن يتأولوه على غير تأويله. قال القاضي محمد بن رشد: هذا بيّن على ما قاله لأن التفقه في القرءان بمعرفة أحكامه وحدوده ومفصَّله ومجمله وخاصه وعامه وناسخه ومنسوخه ءاكدُ من حفظ سواده فيكون من حفظ سواده ولم يتفقه فيه ولا عرف شيئًا من معانيه كالحمار يحمل أسفارًا، وقد أقام عبد الله بن عمر على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها لأنه كان يتعلمها بفقهها ومعرفة معانيها. وبالله التوفيق اهـ.
sahih_bukhari_tome_4_bis .jpg